علم « اليوم 24 » من مصدر قضائي بالرباط، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتعليمات منت النيابة العامة المختصة، تسلمت ملف التحقيق في نفق المخدرات على الحدود مع سبتة.
كانت فرق الشرطة والدرك المحليين في تطوان، باشرت التحقيق الأولي في هذا النفق.
يُنظر إلى تسلم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للتحقيق بشأن هذا النفق، باعتباره الخطوة التالية بحثا عن الأطراف التي ساعدت الشبكة المفككة في سبتة، على مد النفق إلى الأراضي المغربية، وأيضا العناصر التي تعاونت مع تلك الشبكة في تهريب المخدرات.
تتسم التحقيقات المغربية بسرية تامة، حيث لم يتم الإفصاح عن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن.
ولم يُعرف بعد عدد المخارج التي يمتلكها نفق التهريب الذي يربط مدينة سبتة بالمغرب، والذي تم اكتشافه ضمن عملية « هيديس » التي نفذتها الحرس المدني الإسباني لمكافحة تهريب كميات كبيرة من الحشيش. التحقيقات على الجانب الإسباني مستمرة لتحديد طوله الدقيق، ومعرفة موقع انتهائه.
في المقابل، كان المحققون المغاربة خلال الشهر الماضي، يجرون قياسات ميدانية باستخدام أجهزة استشعار وكاميرات، بل وبدأت عمليات الحفر في نقاط على الوادي، حيث اكُتشفت حفرة تقع مباشرة أمام منزل يواجه مستودعات « تراخال » في سبتة. ودخل المحققون إلى الحفرة، التقطوا صورًا، ثم أجروا اتصالات هاتفية بشأن التطورات. وشهد الموقع تحركات متكررة لأفراد الأمن والمركبات الرسمية، بينما قام عمال ميدانيون بتحديد مواقع مختلفة بعد إجراء قياسات دقيقة.
التنسيق مع الحرس المدني الإسباني
يُجرى التحقيق تحت إشراف شعبة الشؤون الداخلية بالحرس المدني الإسباني، وبمتابعة من المحكمة المركزية رقم 3 التابعة للمحكمة الوطنية، التي قررت منذ منتصف مارس، تمديد السرية المفروضة على القضية.
وكانت وحدات من الحرس المدني قد زارت الموقع قبل أيام لفحص النفق وتصريف المياه المتراكمة داخله. لكن بسبب ارتفاع منسوب المياه في وادي « أرويو دي لاس بومباس »، أصبح دخول فرق الاستطلاع إلى النفق أكثر خطورة.
التنسيق بين الجهات الأمنية الإسبانية والمغربية ضروري للكشف عن المسار الكامل للنفق، الذي استُخدم لسنوات في عمليات تهريب المخدرات بين سبتة والمغرب.

شبكة تهريب ضخمة قيد التحقيق
عملية « هيديس » تستهدف تفكيك شبكة تهريب كبرى متخصصة في تهريب كميات هائلة من الحشيش عبر شاحنات ومقطورات. حتى الآن، تم اعتقال 14 شخصًا، ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف جميع خيوط القضية.
وقد تم إحباط عدة عمليات تهريب للحشيش في شبه الجزيرة الإسبانية، يُعتقد أنها مرتبطة باستخدام هذا النفق، من بينها شحنة تزيد عن ثلاث أطنان من المخدرات مخبأة داخل حاويات تحمل جثث حيوانات ميتة.
