المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب.. الدورة الـ17 في خضم التحولات الفلاحية الكبرى
- المغرب الاقتصادي
- الجمعة, 18 أبريل 2025, 18:11
ياسين خطيب*
قبل أيام قليلة من انطلاق فعالياتها بمكناس، تؤكد الدورة الـ17 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب على مكانة هذا المعرض كمنصة استراتيجية تلتقي فيها الابتكارات الفلاحية والتعاون الدولي والرهانات البيئية.
ويسلط هذا المعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضوء على التحديات الحاسمة المتعلقة بتدبير الموارد المائية في سياق التغير المناخي، مع التأكيد على دور المغرب كفاعل أساسي في فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود، على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وسيجمع المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025، الذي يحتفي بفرنسا كضيفة شرف، طيلة أسبوع 21 أبريل، ما لا يقل عن 1500 عارض قادمين من 70 بلدا، مع طموح استقبال أكثر من مليون زائر، إلى جانب حضور 45 وفدا أجنبيا.
وقد تم اختيار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في صميم التنمية المستدامة” كشعار للدورة الـ 17 من المعرض، ليكون بمثابة رابط محوري وموحد، يدعو إلى تكتل الجهود لمواجهة الأزمات المناخية المستعجلة.
ويعكس شعار الدورة الالتزام الدائم للمغرب بتعبئة كافة الوسائل لجعل التحالف بين الماء والفلاحة رافعة استراتيجية لخلق الثروة في المناطق القروية، وبالتالي ضمان السيادة الغذائية للمملكة.
وهكذا، يفتح المعرض المجال أمام مختلف المشاركين (خبراء، مهنيون، مؤسسات،..) لتبادل الآراء حول حلول واقعية ترمي إلى تحقيق تنمية فلاحية قوية وشاملة ومستدامة.
وتعتمد هذه الحلول بشكل كبير على تقنيات حديثة ومتطورة، مثل أنظمة الري الذكية، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، أو مراقبة المحاصيل بواسطة طائرات “الدرون الحرارية”.
ومن جهة أخرى، تنهج هذه النسخة من المعرض نفس المقاربة التنظيمية للدورة السابقة، حيث تعتمد على هيكلة محكمة تتألف من اثني عشر قطبا موضوعاتيا، يركز كل قطب منها على جانب من جوانب القطاع الفلاحي.
ويتعلق الأمر بـ ”جهات المملكة”، و” الجهات الداعمة”، و”القطب الدولي”، و”الصناعات الغذائية الفلاحية”، و”لوازم الإنتاج الفلاحي”، و”منتجات محلية”، و”الطبيعة والبيئة”، و”تربية المواشي”، و”مدخلات تربية المواشي”، و”الآلات الفلاحية”، و”الرقمنة في الفلاحة”، و”فضاء الندوات”.
ويهدف قطب “جهات المملكة” إلى تثمين المميزات الجيو مناخية لكل جهة مغربية، في حين يعكس “القطب الدولي” الأهمية الدولية للمعرض من خلال أروقة الدول السبعين المشاركة.
أما قطب “لوازم الإنتاج الزراعي”، فيجمع عارضين يقترحون ابتكارات مثل جرارات ذاتية القيادة مجهزة بنظام تحديد المواقع التفاضلي لتقليل استهلاك المياه، وأنظمة الري بالتنقيط التي تعمل بالطاقة الشمسية والمناسبة لصغار الفلاحين، و طائرات “درون” لمراقبة المحاصيل قادرة على كشف الإجهاد المائي من خلال التصوير بالأشعة تحت الحمراء، إذ سيكون هذا القطب مكانا للقاء المميز بين الفلاحين ومزودي الحلول المبتكرة.
وبخصوص قطب “الصناعات الغذائية الفلاحية”، فسيسلط الضوء على منتجات ذات قيمة مضافة عالية مثل الزيوت الأساسية ومعلبات التونة المعتمدة. كما سيتم التركيز بشكل خاص على عملية التعبئة والتغليف الصديقة للبيئة، مع تقديم حلول مبتكرة ومستدامة للحد من التأثير البيئي للمواد المستعملة في التغليف.
ولتحسين تجربة الزوار، استثمر منظمو المعرض في البنية التحتية المجددة، حيث تم إعادة تصميم موقع المعرض ليشمل مواقف سيارات حديثة، ومدار سياحي ذو طابع خاص يربط بين المحاور المختلفة، بالإضافة إلى مساحات عائلية مريحة.
علاوة على ذلك، سيتم تخصيص فضاء للمطاعم يركز على تقديم المنتجات المحلية، مما سيمكن الزوار من عيش تجربة غنية بالمذاقات المغربية التقليدية واللذيذة.
وتبشر النسخة الـ 17 من المعرض الدولي للفلاحة بنتائج واعدة من جوانب مختلفة، لا سيما مع التجديدات المتعددة التي تم اعتمادها كإعادة التنظيم الشامل للأقطاب الاثني عشر لتيسير حركة الزوار والارتقاء بتجربتهم، وكذا تفعيل نظام بيع التذاكر عبر الإنترنت مما يقلص من مدة الانتظار ويخفف من البصمة البيئية المرتبطة باستعمال الورق.
وفي الوقت نفسه، تم التركيز بشكل ملحوظ على تسهيل الولوج، عبر تهيئة مساحات أوسع وتركيب لوحات إرشادية بلغات متعددة، وقصد تيسير تجول المهنيين وعامة الناس في مختلف أروقة المعرض.
ويعكس المعرض الدولي للفلاحة، على مدى 17 عاما من إحداثه، طموح المغرب لإقامة دعائم فلاحة مستدامة وشاملة ومنفتحة على العالم، وذلك انطلاقا من مدينة مكناس.
*و م ع