مكناس: تتويج 5 مشاريع مبتكرة بجائزة الحسن الثاني الكبرى للاختراع الفلاحي
- المغرب الاقتصادي
- السبت, 26 أبريل 2025, 11:08
تم، أمس الجمعة بمكناس، تتويج 5 مشاريع مبتكرة في النسخة الـ 14 من جائزة الحسن الثاني الكبرى عن الاختراع والبحث في الميدان الفلاحي، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ 17 للملتقى الدولي للفلاحة، برئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري.
وفي فئة العلوم والتكنولوجيات المتقدمة، منحت الجائزة الأولى لفريق الدكتور رياض بلاغي من المعهد الوطني للبحث الزراعي، والأستاذ مؤنس لحلو من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، ومريم العلوري من المديرية العامة للأرصاد الجوية، عن عملهم بعنوان “نظام الإنذار بالجفاف والتنبؤ بمحصول الحبوب في المغرب”.
وفاز بالجائزة الثانية، في فئة الاختراعات والتقنيات العملية، الفريق المكون من الأساتذة لهلالي رشيد، والطاهري عبد السلام، وأميري سعيد، وبعلا محمد، من المدرسة الوطنية للزراعة بمكناس عن استراتيجياتهم المبتكرة لإدارة أمراض النباتات.
أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب الدكاترة نعيمة آيت عابد، وكوفان مريم، ورشيد بوهرود، وعبد العزيز ميموني وعبد الغني الطاهري من المعهد الوطني للبحث الزراعي لتطوير أصناف جديدة من شجرة الأركان.
وفي فئة العلوم والتكنولوجيات المتقدمة، نال الجائزة الثالثة مناصفة الدكتوران أمامو علي وناصر الحق عن عملهما المعنون “تسجيل أول أصناف القمح ذات مؤشر أصفر مرتفع في اللائحة الرسمية يفتح آفاقا جديدة لصناعة المعكرونة والكسكس في المغرب”، وفريق الأساتذة عبد المجيد البوعزيزي ومحمد دوما ونجيب تيجاني ومحمد أوعمو من كلية العلوم والتكنولوجيا بالمحمدية، عن عملهم “تطوير أغشية الترشيح النانوية الاقتصادية بناء على المواد الجيولوجية المغربية للإدارة المستدامة للموارد المائية الفلاحية والصناعية”.
وفي فئة منشورات الكتب، منحت الجائزة الثالثة مناصفة للأستاذين عبد النبي الحسن وعبد القادر طالب عن كتابهما “النباتات السامة للحيوانات الأليفة بالمغرب”، وكذلك للأستاذ بناصر العلوي عن كتابه “دلائل الزراعة العضوية”.
وبهذه المناسبة، قال البروفيسور توفيق بنزيان، رئيس لجنة التحكيم ومدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس: “خلال السنوات الأخيرة، وجدت الفلاحة على المستوى الدولي نفسها في سياق معقد وواجهت العديد من التحديات”.
وأشار إلى أن 38 في المائة من الترشيحات المقدمة هذه السنة تتعلق بأعمال مرتبطة بالرقمنة، مسجلا أن لجنة التحكيم اختارت مكافأة الأعمال ذات الجودة الاستثنائية من أجل تعزيز تأثير هذه الجائزة الكبرى على المستويين الوطني والدولي.
وتابع بأن “الأعمال التي تختارها لجنة التحكيم لها تأثير ملموس ومباشر على تطوير قطاعات الإنتاج، وتندرج بشكل كامل في إطار توجهات الإستراتيجية الوطنية”.
من جانبها، أكدت الأستاذة سعاد الحجاجي، نائبة العميد المكلفة بالبحث والتعاون بكلية العلوم بالرباط (جامعة محمد الخامس)، على الطابع الصارم والجماعي لعملية اختيار المشاريع في هذه الدورة، مضيفة أن “اللجنة عملت بروح تشاورية، واتبعت منهجية منظمة”.
وأكدت أنه تم توزيع المشاريع على أعضاء لجنة التحكيم حسب تخصصاتهم، حيث تم تقييم كل ملف من قبل ثلاثة إلى خمسة خبراء مستقلين، لافتة إلى أن هذه المنهجية متعددة التخصصات سمحت بإجراء تحليل معمق، مما سلط الضوء على تميز وأصالة المقترحات.
وقالت إن التقييم استند إلى معايير رئيسية، بما في ذلك إمكانية تطبيق التكنولوجيا والابتكار والانسجام مع الاحتياجات الوطنية، مردفة “تأكدنا من أن المشاريع لم تتوج إلا لتناولها التحديات الراهنة في القطاع الفلاحي المغربي، مثل الاستدامة والأمن الغذائي”.
كما أكدت حرص لجنة التحكيم على رصد إمكانات هذه المبادرات في تعزيز التوازن الاقتصادي للبلاد، في ظل الرؤية المتعلقة بالزراعة المرنة.
ونوهت بالجودة الاستثنائية لهذه المشاريع المشاركة، مما جعل المداولات عملية صعبة، مضيفة أن اللجنة قدمت توصيات تهم التتبع الخاص بكل مشروع لفائدة حملة المشاريع، وذلك لضمان تجسيدها على أرض الواقع.
وخلصت إلى أن “هذه المشاريع تقدم حلولا ملموسة لفلاحتنا، وتستحق المواكبة التقنية والمؤسساتية لضمان تأثيرها”، مؤكدة على الالتزام الجماعي بالبحث بما يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية للمغرب.
يشار إلى أنه تم إطلاق هذه الجائزة في عام 2003، وقد كافأت لحدود اليوم 54 مشروعا من أصل 393 ترشيحا مشاركا خلال الدورات الـ 13 السابقة، مما يؤكد دورها الريادي في تشجيع الابتكار الزراعي في المغرب.
وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمتد فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب إلى غاية 27 أبريل، بمشاركة 1500 عارض يمثلون 70 دولة، تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة”.
ويعتبر هذا الملتقى، الذي يمثل موعدا قويا للسياسات الفلاحية، محطة هامة لتعزيز التبادلات وتوطيد الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الإجابات العملية للتحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي.