افتتح اليوم بمدينة الصويرة ملتقى « ربيع ركراكة » حول موضوع « المواسم التقليدية رافعة للاقتصاد في الوسط القروي… زوايا ركراكة نموذجًا »؛ بمشاركة أساتذة وباحثين وضيوف من خارج المغرب.
ويأتي الملتقى حسب ورقة تأطيرية في وقت تعد المواسم التقليدية في الوسط القروي من القضايا بالغة الأهمية لكونها تؤدي دورًا جوهريا في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فإلى جانب كونها مناسبات دينية أو عُرفية، فهي تشكّل فضاءات للاحتفال وتعزيز الروابط الاجتماعية وتبادل المعارف والخبرات المحلية، فضلا عن كونها فرصة لترويج المنتوجات الفلاحية والحرفية، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي بمختلف مستوياته.
وتم افتتاح ربيع ركراكة في قاعة الخزانة الوسائطية بمداخلات لعدد من الشخصيات وهي نقيب زوايا ركراكة، ورئيس المجلس العلمي للصويرة؛ ورئيس المجلس الجماعي لزاوية بن احميدة، عبد الصادق السعيدي، إضافة إلى كلمة المدير العام لشركة التنمية المحلية « الصويرة ثقافة تراث فنون تهيئة وتنمية » عبد الرحيم البرطيع.
وتناولت الجلسة الأولى مساء الثلاثاء قضايا عامة تتصل بالزوايا، أشرف على تسييرها عبد الصادق السعيدي عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي ورئيس الجماعة الترابية زاوية ابن احميدة.
كما تحدث هشام عبقري، مدير الفنون، بوزارة الثقافة عن « بركة المواسم بين التسويق المجالي والتأثير المضاعف »، وألقى محمد خروبات، أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش مداخلة بعنوان « وقفات مع أحد رجالات رجراجة وهو العالم الشوشاوي أنموذجا ».
وتحدث سعيد يقطين، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط عن « الاحتفالات الشعبية: تعزيز الهوية الثقافية ورافعة للتنمية الاقتصادية ». كما كان من المتدخلين عبدالصمد اليزيدي، رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، الذي تحدث عن التصوف السني ودوره في الحفاظ على الأمن الروحي لمغاربة العالم ».
يأتي تنظيم هذا الملتقى تحت عنوان « المواسم التقليدية رافعة للاقتصاد في الوسط القروي، دور زوايا ركراكة نموذجًا »؛ ويهدف هذا الملتقى الفكري والروحي إلى إبراز الدور المحوري الذي تؤدّيه المواسم التقليدية في ضمان الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تحفيز الإنتاج المحلي وإحداث حركية تجارية، وخلق فرص العمل المؤقتة والمستدامة في النسيج القروي.
تمثل زوايا ركراكة نموذجا حيًّا لهذا الدور؛ حيث شكّلت عبر تاريخها مركزًا دينيًا وروحيًا بارزا له امتدادٌ وتأثيرٌ واسعٌ في المجال القروي وللاقتصاد المحلي بشكل ملحوظ.
ومن خلال موسمها « الدور » الذي يمتد زمنيا على مدى 44 يوما، وجغرافيا عبر مروره على أكثر من 10 جماعات ترابية، تظهر بجلاء فرص تنمية الاقتصاد المحلي، سواء من خلال بيع المنتجات المحلية، وترويج الموروث الثقافي والفني أو من خلال استقطاب أعداد مهمة من الزوار والمريدين من جميع مناطق المملكة وخارجها وبناء سمعة سياحية للمجال، مما يعزز دينامية اقتصادية تستند إلى العوامل الثقافية والروحية، وترسخ دورها المجتمعي والتنموي في المنطقة.