تعيش تونس حالة غليان شعبي منذ يوم أمس الاثنين، بعد وفاة 3 تلاميذ انهار عليهم سور مؤسسة تعليمية ثانوية بولاية سيدي بوزيد، وهي نفسها التي انطلقت منها شرارة “ثورة الياسمين” أواخر سنة 2010، بعد إقدام البائع المتجول محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده، ما أدى إلى إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وتوفي 3 تلاميذ تتراوح أعمارهم ما بين 18 و19 بمدينة المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد، يوم أمس الاثنين، كما أصيب العديد من زملائهم بجروح، بعدما انهار عليهم سور المدرسة المُتداعي الذي تجاهلت السلطات المحلية والتعليمية وضعيته لسنوات، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات تجاوزت نطاق المدينة التي شهدت الواقعة.

المعطيات القادمة من تونس تتحدث عن دعوات للاحتجاج في ولاية سيدي وزيد، أبرزها النداء الصادر عن الجامعة العامة للتعليم الثانوي التابعة لنقابة الاتحاد العام التونسي للشغل، من أجل تعطيل الدراسة والاحتجاج على أوجه الإهمال والفساد التي عمت البلد، مشيرا إلى أن مسؤولية الفاجعة تقع على عاتق “وزارة التربية والسلطة الحاكمة مسؤولية”.
إلى جانب ذلك، دعت هيئة المحامين التونسيين، عبر فرعها بولاية سيدي بوزيد، إلى تنظيم وقفة احتجاجية، في الوقت الذي وثق فيه أهالي المزونة مسيرات ووقفات احتجاجية عفوية واجهتها السلطات الأمنية بتدخلات عنيفة.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو استخدام الأمن التونسي للغاز المسيل للدموع في المزونة، لتفريق المحتجين الذين تجمعوا أمام منزل أحد الضحايا، كما عمدت السلطات المحلية إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة بأكملها لتطويق دعوات التظاهر.
مظاهرات في “#سيدي_بوزيد” #بتونس بسبب وفاة ثلاث طلاب جراء انهيار سور مدرسة عليهم pic.twitter.com/LqOdh2V0JD
— الصحيفة – Assahifa (@assahifa_ar) April 15, 2025
وظهر شقيقُ تلميذٍ متوفى كان يستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا هذا العام، باكيا في شريط فيديو، وهو يؤكد أن الأسرة لم تجد حتى المياه من أجل تغسيل ابنها قبل دفنه، مؤكدا أن التدخل لإنقاذ الضحايا وسط المدرسة كان متأخرا، ولم يتم انتشالهم إلا بعد وفاتهم.
وفي أثناء ذلك، بقي الرئيس التونسي قيس سعيد بعيدا عن الأنظار، مكتفيا ببيان تلا اجتماعه برئيسة الحكومة، سارة الزعفراني الزنزني، أعربيه “عن عظيم ألمه” لحادثة، موردا أن الجدار “كان متداعيا للسقوط منذ وقت طويل شاءت الأقدار ألا يسقط بزلزال قوة رجّته 4 درجات على سلم ريشتر يوم 17 فبراير من السنة الجارية”، مضيفا أنه وجه تعليماته “بتحميل المسؤولية لكل من قصَّر في أداء واجبه”.

وكانت ولاية سيدي بوزيد قد شهدت، في 17 دجنبر 2010، قيام البائع المتجول محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده أمام مقر الولاية، إثر قيام السلطات بمصادرة عربة الخضر التي يعتاش منها، الأمر الذي أدى إلى وفاته بعدها بأيام، لتنطلق أولى ثورات “الربيع العربي” والتي انتهت بسقوط نظام بن علي، إثر فراره للمملكة العربية السعودية 14 يناير 2011، بعد 23 سنة من الحكم.