التكنولوجيا الفلاحية.. الابتكار والرقمنة من الأوراق الرابحة
- المغرب الاقتصادي
- الجمعة, 25 أبريل 2025, 23:50
أضحى الابتكار والتحول الرقمي يهندسان النموذج الفلاحي الجديد، ويستقطبان جيلا من الكفاءات التي تحمل رؤية تروم تبني ممارسات فلاحية فعالة في ضوء التحديات المعاصرة.
ويشكل مجال الابتكار، في سياق مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية والاجتماعية، مفتاح الفلاحة المستدامة والذكية والمرنة.
ويعد كل تقدم في هذا المجال، بهدف استعمال التقنيات الفلاحية الدقيقة لتحسين الإنتاجية ورفع العائدات وتطوير عمليات الإنتاج، بمثابة خطوة مهمة نحو طموح ثلاثي يتجلى في الرفع من الإنتاجية إلى مستويات غير مسبوقة، وترسيخ الفلاحة في الاستدامة البيئية، وضمان سبل عيش شاملة للفلاحين.
وتطرح هذه “الثورة الرقمية” رؤية جريئة، حيث تعد الأراضي الفلاحية المترابطة وأجهزة الاستشعار اليقظة والآلات المستقلة، التي يديرها الذكاء الاصطناعي، حلولا ناجعة للمعادلات المعقدة المتعلقة بالقطاع الفلاحي الذي يعرف تحولات سريعة.
وتضطلع المقاولات الفلاحية الناشئة بدور محوري في تمهيد الطريق نحو فلاحة أكثر مرونة وكفاءة، قادرة على تحفيز النمو الاقتصادي الشامل.
وتعرف الدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للفلاحة في المغرب (من 21 إلى 27 أبريل بمكناس)، تسليط الضوء على الاهتمام البارز للمقاولات الفلاحية الناشئة بالابتكار الذي من شأنه تطوير المجال الفلاحي، حيث اغتنمت هذه المقاولات الفرصة لعرض آخر إبداعاتها، بعرض حلولها التكنولوجية المتطورة القادرة على مواجهة تحديات الاستدامة وتدبير الموارد المائية في الوسط القروي.
وتحظى المقاولات الناشئة بأهمية كبيرة ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، تقديرا للدور الذي تضطلع به في مجال الابتكار الفلاحي.
وينطبق هذا الأمر على شركة “أغري 4.0” المغربية الناشئة المهتمة بالابتكار، والمتخصصة في تطوير الحلول التكنولوجية للفلاحة الذكية والمستدامة.
وقال مدير الشركة (مقرها بأكادير)، فؤاد ثابت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الجرأة في الاستثمار، رغم محدودية الموارد، تظل ضرورية لكون الابتكار يمكن من الدفع بعجلة التنمية في بلادنا”.
وأثبتت شركة “ديبليف”، من جهتها، نفسها كفاعل رئيسي في مجال الابتكار الفلاحي، لاسيما أنها توفر تشخيصا فوريا لأمراض النباتات وعلاجها بمجرد التقاط صورة، مما يساعد الفلاحين على تقليل الخسائر وتحسين المداخيل.
وأكد مؤسسها، المهدي أبو المناديل، في تصريح مماثل، أن مشروع هذه الشركة الناشئة يروم تمكين الفلاحين من الحد من استخدام المبيدات الكيماوية، موضحا أن استخدام هذه المواد الكيماوية من شأنه أن يعيق التصدير إلى الأسواق الدولية، خاصة الأوروبية.
وتعمل شركة “كريستال ووتر” الناشئة، التابعة لشركة (NT2E) المغربية، على تسويق ودمج الحلول المصممة خصيصا لمعالجة المياه العادمة والصناعية وإعادة تدويرها، وقامت بتطوير حل مغربي 100 في المائة لتحلية مياه البحر، ونجحت في إقامة شراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومع عدد من الفاعلين في القطاعين العام والخاص.
وقالت نوال بنهندة، المكلفة بأعمال هذه الشركة الناشئة، إن تسريع مشاريع تحلية مياه البحر هو السبيل الوحيد لتلبية الطلب المتزايد على المياه.
وقد أثبتت الرقمنة أن لها دورا كبيرا في تطور المجال الفلاحي، لكون التكنولوجيات المتطورة تغير من وجه هذا القطاع، حيث لم تعد الكفاءة واحترام البيئة والجدوى الاقتصادية بمثابة تطلعات، بل حقائق ملموسة.
وعلى الرغم من التحديات التي ينبغي رفعها، فإن بروز الفلاحة الرقمية ينطوي على إمكانات تحويلية كبرى قادرة على الاستجابة للتحديات المناخية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الوسط القروي.