نسبت الجزائر إلى غانا، دعوتها إلى “حل قضية الصحراء بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، وذلك في بلاغ صادر عن وزارة الخارجية يوم أمس الجمعة، نشرت مضامينه وسائل الإعلام الجزائرية العمومية، إثر زيارة وزير خارجية أكرا، صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، إلى الجزائر العاصمة ولقائه بالرئيس عبد المجيد تبون.
وعمدت الجزائر، مجددا، إلى نسب مواقف داعمة للطرح الانفصالي في الصحراء لدولة أخرى، وهذه المرة، اختارت غانا، التي أعلنت في يناير الماضي، بشكل رسمي، تعليق علاقاتها الدبلوماسية بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، وهو الأمر الذي يُمكن تأكيد افتقاره للمصداقية بالرجوع إلى ما جرى نشره رسميا من طرف سلطات أكرا يوم أمس.
وجاء في قصاصة لوكالة الأنباء الرسمية الجزائرية “دعت الجزائر وغانا لحل سياسي لقضية الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفق القانون الدولي”، في حين أوردت وكالة الأنباء الخاصة بـ”البوليساريو” أن “الجزائر وغانا تؤكدان دعمهما لحل سياسي عادل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير”، زاعمة أن الأمر مُضمَّن في بيان مشترك بين الوزير الغاني ونظيره الجزائر أحمد عطاف، إثر اجتماعهما يوم أمس.
بالبحث في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الغانية، لا نجد أي أثر لهذا “البيان المشترك” المفترض، ولا لأي منشور يؤكد ما جاء فيه بخصوص ملف الصحراء، أما وزير الخارجية أبلاكوا، فقد نشر تدوينة طويل نسبيا بخصوص زيارته إلى الجزائر، أثنى فيها بإسهاب على العلاقات التاريخية بين البلدين، واستقباله من طرف تبون، لكنه لم يتطرق نهائيا لملف الصحراء.
وفي التدوينة المنشورة عبر حسابه على “فيسبوك” أورد وزير الخارجية الغاني، في الشق المتعلق مضمون الزيارة “وقعنا اتفاقية لإلغاء تأشيرات السفر، واتفقنا على زيادة حصة المِنح الدراسية للطلبة الغانيين في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والهندسة، كما التزمنا بالعمل على إنشاء خط جوي مباشر بين أكرا والجزائر العاصمة، وبدء شراكة استراتيجية في مجالي النفط والغاز، وتعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وإحياء تعاوننا الاقتصادي المشترك”.

ورغم أن ما نشره الوزير يُعد تصريحا رسميا، إلا أننا في “الصحيفة”، وللتحقق أكثر من الأمر، عُدنا أيضا لمضامين ما المتابعة الخاصة بشبكة الإذاعة والتلفزيون الغانية العمومية GBC، والتي أوردت “وقَّعت غانا والجزائر اتفاقية لإلغاء التأشيرات في إطار جهود تعزيز التعاون الدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين”، وتابعت “حسب السيد أبلاكوا (وزير الخارجية)، اتفق الجانبان أيضا على زيادة فرص المنح الدراسية المخصصة للطلبة الغانيين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والهندسة”.
وجاء في ما نشرته GBC “شملت المناقشات خططا لإطلاق رحلة جوية مباشرة بين أكرا والجزائر، وتعزيز التعاون في قطاعي النفط والغاز، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وإحياء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين غانا والجزائر، ووصف الوزير الغاني الزيارة بأنها “ناجحة للغاية”، معبرًا عن امتنانه للحكومة الجزائرية على ما وصفه بحفاوة الاستقبال الاستثنائية وصدق الصداقة”، ولم تستدعِ القناة العمومية أي شيء يهم مسألة الصحراء.
يشار إلى أن غانا، عبر وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمين، كانت قد وجهت مراسلة رسمية وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في يناير الماضي، لإخطارها بإنهاء العلاقات مع “البوليساريو”، وأوضحت أنها قررت أنها تُخبر بهذا الموقف “حكومةَ المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة على الفور عبر القنوات الدبلوماسية”، كما أبرزت دعمها “للجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف”.